الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: حقوق دعت إليها الفطرة وقررتها الشريعة **
وهذه الحقوق كثيرة جدا: ومنها ما ثبت في الصحيح أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: فالسلام سنة مؤكدة وهو من أسباب تآلف المسلمين وتوادهم، كما هو مشاهد وكما يدل عليه قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: والسنة أن يسلم الصغير على الكبير، والقليل على الكثير والراكب على الماشي ولكن إذا لم يقم بالسنة من هو أولي بها فليقم بها الآخر لئلا يضيع السلام، فإذا لم يسلم الصغير فليسلم الكبير وإذا لم يسلم القليل فليسلم الكثير ليحوز الأجر. قال عمار بن ياسر رضي الله عنه: فلا يكفي في رد السلام أن يقول: أهلا وسهلا فقط، لأنها ليست أحسن منه ولا مثله؛ فإذا قال: السلام عليكم. فليقل: وعليكم السلام. وإذا قال: أهلا فليقل أهلًا مثلا بمثل. وإن زاد تحية فهو أفضل. الحق الثاني: إذا دعاك فأجبه، أي إذا دعاك إلى منزله لتناول طعام أو غيره فأجبه، والإجابة إلى الدعوة سنة مؤكدة، لما فيه من جبر قلب الداعي، وجلب المودة والإلفة ويستثني من ذلك وليمة العرس، فإن أجاب فإن الإجابة إلى الدعوة إليها واجبة بشروط معروفة لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ولعل قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: الحق الثالث: إذا استنصحك فأنصحه: يعني إذا جاء إليك يطلب نصيحتك له في شيء فأنصحه لأن هذا من الدين كما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: |أما إذا لم يأت إليك يطلب النصيحة فإن كان عليه ضرر أو إثم فيما سيقدم عليه وجب عليك أن تنصحه وإن لم يأت إليك، لأن هذا من إزالة الضرر والمنكر عن المسلمين، وإن كان لا ضرر عليه فيما سيفعل ولا إثم ولكنك تري أن غيره أنفع له فإنه لا يجب عليك أن تقول له شيئًا إلا أن يستنصحك فتلزم النصيحة. الحق الرابع: إذا عطس فحمد الله فشمته ، أي قل له: يرحمك الله، شكرا له على حمده لربه عند العطاس أما إذا عطس ولم يحمد الله فإنه لا حق له، فلا يشمت لأنه لما لم يحمد الله كان جزاؤه أن لا يشمت. وتشميت العاطس إذا حمد فرض، ويجب عليه الرد فيقول: يهديكم الله ويصلح بالكم، وإذا استمر معه العطاس وشمته ثلاثا فقل له في الرابعة: عافاك الله. بدلا عن قولك: يرحمك الله. الحق الخامس: إذا مرض فعده، وعيادة المريض زيارته وهي حق له على إخوانه المسلمين، فيجب عليهم القيام بها وكلما كان للمريض حق عليك من قرابة أو صحبة أو جوار كانت عيادته أوكد.. والعيادة بحسب حال المرض فقد تتطلب الحال كثرة التردد إليه، وقد تتطلب الحال قلة التردد إليه، فالأولي مراعاة الأحوال، والسنة لمن عاد مريضا أن يسأله عن حاله، ويدعو له ويفتح له باب الفرج والرجاء، فإن ذلك من أكبر أسباب الصحة والشفاء وينبغي أن يذكره التوبة بأسلوب لا يروعه، فيقول له مثلًا: إنك في مرضك هذا تكسب خيرًا، فإن المرض يكفر الله الخطايا ويمحو به السيئات، ولعلك تكسب بانحباسك أجرًا كثيرًا بكثرة الذكر والاستغفار والدعاء. الحق السادس: إذا مات فاتبعه: فاتباع الجنائز من حقوق المسلم على أخيه, وفيه أجر كبير، فقد ثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: سابعًا: ومن حقوق المسلم على المسلم كف الأذى عنه، فإن في أذية المسلمين إثما عظيمًا قال الله تعالى: وحقوق المسلم على المسلم كثيرة، ولكن يمكن أن يكون المعني الجامع لها قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
|